هل حرية التعبير مطلقة ….؟
الإفصاح عما يجول في خاطر الإنسان من أفكار وفق معتقداته هي حرية أساسية في حياة الإنسان أكدتها جميع الإتفاقيات الدولية والإقليمية حول العالم منها المادة رقم 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتي تنص على أن لكل فرد الحق في حرية الرأي والتعبير , وعليه تقوم مختلف الحقوق والحريات المدنية في المجتمع الديمقراطي الصحي وتساهم في تحقيق النمو الإجتماعي والإقتصادي المتكامل , وتمكن من تطبيق الحقوق القائمة على أساس حرية التعبير عن الرأي دون أي ضغط أو خوف من التعرض للعقاب من جهة مخالفة .
ولكن هل حرية التعبير عن رأي ماهي حرية مطلقة دون أي حساب لنتائجها ؟
حرية الرأي هي حرية مدنية مطلقة بينما حرية التعبير هي حق سياسي مقيد ببعض القيود
و هي تستند إلى مجموعة من العناصر الأساسية تتمثل في حرية الأفراد في اعتناق الآراء وتبنيها دون تدخل أي جهة كما تعتمد على حرية تلقي الأخبار والأفكار وإذاعتها على العلن من خلال وسائل الإعلام المختلفة دون التقيد بالحدود الجغرافية , كذلك تشتمل على حرية نقل جميع أنواع المعلومات والأفكار والتي تعتبر رسالة لإيصال حقيقة معينة ، حرية التعبير وفق هذه الأسس تم المصادقة عليها دولياً من خلال مواثيق و عهود مختلفة أولها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ولكن إمكانية تطبيق هذه الحرية أمر , غير محقق بشكل مطلق وقد مرت بمراحل عديدة تختلف من دولة إلى أخرى تبعاً للسياسات المطبقة في تلك البلدان والتي تتأثر في أغلب الأحيان بسلطة النظم الحاكمة التي تقيد تلك الحرية بمنع نشر أي إساءة أو انتقاد للقائمين على الحكم أو من خلال إستغلال معارضي النظم الحاكمة لتلك الحرية لخلق حالة من الفوضى الإجتماعية والعنف وحدوث جرائم وحدهم المدنيون يدفعون ثمنها بغية تحقيق مصالح سياسية معينة لاتخدم سوى أهدافهم الخاصة لذلك فإن حرية التعبير عن الرأي والتي تعتبر علامة أساسية على ديمقراطية المجتمعات , يجب أن تقوم على أساس تبادل الآراء والنقاش وبالتالي تكوين رأي عام حول قضية ما مع الأخذ بعين الإعتبار النظر بعين المسؤولية الإجتماعية لتجنب إثارة الفتنة داخل المجتمع وخلق حالة فوضى تؤدي إلى إنهيار أسس المجتمع وبالمقابل عدم إستغلال تلك المسؤولية لكم الأفواه وفرض الآراء المسبقة لتحقيق مصالح معينة .
الرئاسة المشتركة لمنظمة حقوق الإنسان
غالب خليل درويش