طوال عقود طويلة من الزمن عاش الإيزيديون في شنكال في العراق حالة من التهميش والتهجير وعانو خلالها صورا من انتهاك للحرية والحقوق والتجاوزات بحقهم من ذبح وقتل وأسر ومتاجرة عبر فرمانات تعددت ليصل آخرها الثالث والسبعين في 3 آب 2014 حيث تعرض إيزيديو شنكال في هذا التاريخ على يد تنظيم الدولة الإسلامية وبمساعدة قيادات سياسية عراقية وقبلية ودينية تقليدية لأبشع مجزرة تطهير عرقي في القرن الواحد والعشرين حيث تم ذبح رجالهم وخطف نسائهم وأطفالهم وتهجير من تمكن من النجاة من الأسر منهم .هذه المجزرة التي كان سببها غياب العدالة الإجتماعية والتي تضمن حماية حقوق المكونات والأقليات في منطقة الشرق الأوسط عامة وفرض السلطة بإسم الدين حيث دفع ثمنها الآلاف من المدنيين العزل فهناك الآلاف من القتلى والمفقودين ومئات الآلاف من النازحين والمهجرين ناهيكم عن عودة أسواق النخاسة وبيع النساء كسلعة تجارية في زمن يطالب فيه الإنسان بحقوقه والعيش الكريم عاد للواجهة زمن العبودية والذي لم يسلم منه حتى مناطق الجوار فالإرهاب لا دين ولا مكان له فمنذ أيام وبتاريخ 25/7/2018 تكررت المأساة ذاتها في مدينة السويداء السورية حيث راح ضحية هجوم مماثل لتنظيم الدولة الإسلامية على مدينة السويداء التي تحوي المكون الدرزي وهو من المكونات والأقليات السورية ، أكثر من 389 ضحية قتل منهم 215 مدني بينهم 34 طفل وامرأة ناهيكم عن خطف 14 امرأة لتعود للواجهة ظاهرة استغلال النساء زمن الحروب والتي أكد على مناهضتها المادة التاسعة من قرار مجلس الأمن رقم 1325 والمتعلق بحماية النساء زمن النزاعات وضرورة احترام القانون الدولي بخصوص حقوق النساء وحمايتهم بإعتبارهن مدنيات
كل هذه المآسي مستمرة وستستمر ولن يستقيم الأمر ويستتب الأمن والسلام في المنطقة ما لم يتمتع جميع المواطنون من مختلف المكونات والأقليات بحقوق تتضمن حريتها ومواطنتها على أسس وقوانين وشرائع تبنى عليها الدولة وتضمن خلالها حقوق الجميع وخاصة الأقليات منهم كي لا تكون العواقب كارثية على الجميع دون استثناء .
الرئيس المشترك لمنظمة حقوق الإنسان في الجزيرة
غالب خليل درويش