نحن نجتمع اليوم للإحتفال بالسلام الذي تنشده جميع شعوب العالم والذي يسعى المجتمع الدولي لتحقيقه من خلال إنهاء الحروب والعنف والدفاع عن حقوق الإنسان في سعيه للسلام و الإحترام والكرامة والعدل وذلك وسط تحديات غير مسبوقة بسبب النزاعات المسلحة وحالة عدم الإستقرار وإنتشار الإنقسام والكراهية وزيادة التطرف والعنف والإرهاب في العالم و الذي تسبب بتهجير الآلاف من البشر ديارهم نتيجة استمرار دوران عجلة الحروب التي لم تتوقف وهي تحصد أرواح البشر فإذا نظرنا لخريطة العالم نرى البقع المشتعلة بالحروب والنزاعات منتشرة بشكل واسع كما في سوريا واليمن والعراق والبورما وغيرهم , تلك الحروب التي أجبرت الملايين من البشر على الهروب من أهوالها واضطرتهم إلى الهجرة خارج بلدانهم متوجهين إلى الحدود المجاورة ومجبرين على قطع البحار التي استهلكت أرواح الآلاف منهم ونحن اليوم وبعد سنوات من مرورنا بواقع مرير وخاصة في سوريا التي مرت بحرب تعد بمثابة الحرب العالمية الثالثة تتصارع القوى العالمية فيها للسيطرة على مناطق النفوذ التي تقاسمتها فيما بينها ونحن في اليوم الذي يحتفل فيه العالم بقوة التضامن العالمي لبناء السلام ونشره نعلم جيداً وبسبب تجاربنا أنه بالإمكان حل الصراعات دون قتال . نحن اليوم لن نرضى بواقع من الحرب والدمار كقضاء وقدر. نحن لن نقبل بواقع من الكراهية واليأس ونعلم جيداً أنه لدينا فرصة لكتابة صفحة جديدة في تاريخ الإنسانية من أجل تحقيق السلام في المنطقة بعيداً عن لغة السلاح
فقد رأينا من خلال تجربتنا التي عشناها لسنوات في سوريا ومحيطها بأن من تسبب بهذه الحرب التي فرضت هذا الدمارفي المنطقة هو فكر الدولة القومية العسكرية التي دمرت بآلة حربها البشر والحجر فلم يسلم منها حتى الطبيعة التي دمرت بنيتها بشكل كبير والثقافة التي طمست العديد معالمها منذ سنوات عديدة .
وقد رأينا أن الحل الأمثل لهذه المعضلة يكون بالديمقراطية وبناء أمة تنتهج هذا الفكر وأخوة الشعوب التي تبنى من خلال المجتمع المدني القائم على حقوق الإنسان والعدالة والمساواة بين جميع مكوناته من عرب وكرد وسريان وآشور وتركمان وغيرهم من مكونات المنطقة . نحن التمسنا ورأينا بأن المجتمع الذي ينعم بالسلام هو المجتمع الذي يتمتع أفراده بالعدالة والسلام والمساواة فالسلام يكمن في بيئة مستدامة تساعد بدورها في تعزيز السلم
نحن اليوم يمكننا دعم حقنا في السلام والعدل والمؤسسات القوية الضامنة لأمتنا وسلمنا وذلك من خلال السعي إلى حل الخلافات والنزاعات التي تنشأ في محيطنا سلمياً كما أنه بإمكاننا أن نكون جزء من الحلول من خلال إتخاذ خطوات صغيرة كالوقوف في وجه الظلم والعنف في المدرسة أو المحيط واللجوء إلى حلول سلمية للمشاكل والإبلاغ عن الجرائم المحتملة ويمكن كذلك المشاركة بإظهار روح الإنسانية لدينا من خلال الدفاع عن حقوق الآخرين سواء في العمل أو المنزل أو أن نقف موقفاً نبيلاً وإنسانياً مع أشخاص دافعوا عن السلام وأسسوا له ودعوا إليه بكافة السبل وانتهجوا فكراً نيراً يدعوا إلى الحياة الكريمة الحرة من خلال المساواة والعدالة الإجتماعية والأخوة والتعايش السلمي ، وإننا في يومنا هذا نذكر المفكر ورجل السلام عبدالله أوجلان الرجل الذي سعى لبناء السلام ودعا إليه من خلال تشديده على المساواة ولغة الحوار وهذا ما نلتمسه في رسائله التي ركز فيها على التمسك بعملية السلام والحذر من المخططات التي تسعى لإفشالها وإغراق المنطقة بحالة من الفوضى التي لا هدف لها سوا القضاء على الديمقراطية والسلام في المنطقة الأمر الذي نأكده بدورنا بعد سنوات من الصراع الدامي المرير في المنطقة لذلك وفي اليوم العالمي للسلام وتعبيراً منا عن تضامننا مع رجل السلام فإننا ندعو إلى كسر العزلة المفروضة عليه منذ سنوات وتحسين ظروف التوقيف القسري الذي يعيشه حيث منعت عنه الزيارة منذ سنوات وقد تم رفض /783/ طلب لزيارته حتى الآن الأمر الذي من شأنه أن يعزز السلام في المنطقة ويعيد له لغة الحوار لحل الأزمات الداخلية التي ألقت بظلالها على دول الجوار وأفقدتها السلام .
كما ندعو كل مواطن يؤمن بحقه في السلام أن يؤمن بضرورة السعي وراء تحقيقه كهدف أساسي لحياة ملؤها الكرامة والإحترام .
قامشلو 1/9/2018 منظمة حقوق الإنسان في الجزيرة