بيان للرأي العام العالمي
في الوقت الذي يستعد فيه العالم للاحتفال بيوم السلام العالمي والذي درجت البشرية على الاحتفال به في شهر أيلول من كل عام بهدف احلال السلام وايقاف اطلاق النار عالمياً ومناهضة العنف من خلال التعلم والتوعية الجماهيرية وتحقيق التنمية المستدامة والبيئة المستدامة الخالية من الجوع والفقر والمرض والتلوث البيئي والفكري والتطرف والارهاب الذي بات آفة تهدد العالم بأسره بالفناء والعبودية وكذلك ونحن نقف هنا لنحتفل كما سائر العالم بالسلام إلا أننا وللأسف لا ننعم به ولا نحس به منذ سنوات بسبب الحرب الدائرة في بلدنا سوريا منذ أكثر من ثماني سنوات تلك الحرب التي هجرت وقتلت أكثر من نصف الشعب السوري ومازالت المعاناة مستمرة في معظم المناطق السورية بسبب التدخلات الخارجية التي جعلت من الأراضي السورية أرضاً لتصفية الحسابات وتحقيق المصالح والأجندات الاقليمية والدولية والتي تسببت باقتطاع أجزاء من الأراضي السورية واحتلالها كمناطق غرب الفرات في الشمال السوري وعلى رأسها عفرين خير مثال على ذلك الاحتلال الذي كان تحدياً سافراً بمبدأ عدم التدخل الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة بالفقرة /7/ من المادة /2/ في ميثاقها الذي ضربته الدول التركية عرض الحائط ونفذت أجنداتها على الأراضي السورية فاحتلتها وأحدثت فيها تغيراً ديموغرافياً باستخدام فصائل مسلحة سورية متطرفة تابعة لها و وطنتهم بدل سكانها الأصليين الذين خرجوا عنوة من بيوتهم وأراضيهم والآن ومنذ أسابيع نرى أن الدولة التركية لم تكتفي بهذا وانما تستمر وبكل تحدي بتهديد مناطق شمال شرق الفرات السورية والتي استطاعت من خلال تضحيات أبناء المنطقة الحفاظ على السلام وصد أكبر تنظيم ارهابي هدد العالم بأسره وهو تنظيم الدولة الاسلامية المعروف بداعش رغم الهدوء والسلام الذي تنعم به المنطقة فإن الدولة التركية تهدد باجتياح المنطقة وفرض أمان تدعيه بحسب أجنداتها التي رأينا مثالاً واضحاً في المناطق السورية في عفرين وجرابلس والباب وأخرها ادلب التي يدفع أبناؤها حالياً ثمناً باهضاً نتيجة ثقتهم بالضامن التركي الذي تنصل من كافة عهوده بحماية المدينة وسكانها .
أن التهديدات التركية باجتياح شمال شرق الفرات لا يهدد أمن سكانها فقط وإنما يهدد أمن العالم بأسره لأن المنطقة تحوي وتسيطر على آلاف الجهاديين الذين هددوا العالم واقلقوا مضاجعه منذ سنوات وأي اجتياح للمنطقة يزيد من خطرعودة هؤلاء الارهابيين ليهددوا العالم من جديد ونفقد السلام الذي نعمنا به لفترة ونعم العالم بأسره به .
وإننا في منظمة حقوق الانسان في الجزيرة والفرات والشهباء إذ تستوقفنا هذه المناسبة العالمية التي تحتفي بالسلام وتنادي به ونناشد هيئة الأمم المتحدة للإسراع بتطبيق الفصل السابع من ميثاقها بحق الدولة التركية المتحدية للعرف والقانون الدوليين قبل تفاقم الأزمة في المنطقة ونطالبها بالوقوف مع أبناء المنطقة بقوة لإيقاف رحى الحرب التي لا تفيد سوى بزيادة التوترات في المنطقة ولا يفيد في تحقيق أهداف التنمية وإنما يجر المنطقة لمزيد من الصراعات ونؤكد على ضرورة اتباع خطوات جدية لتحقيق الحوار السياسي البناء والانتقال إلى مرحلة العدالة الانتقالية والبدء بعملية إعادة الإعمار وتوفير حياة آمنة تضمن عودة المهجرين والنازحين إلى مناطقهم وتحقيق سلام بعيد عن التطرف الديني والقومي والطائفي ونقول ساندونا لنحقق السلام بوقف الأعمال العدائية ولنحافظ على الكرامة والحياة
1/9/2019