نحن المنظمات الحقوقية العاملة في شمال وشرق سوريا
ندين ونستنكر التفجير الإرهابي المروع في مدينة عفرين والذي وقع حوالي الساعة الثانية وأربعين دقيقة من مساء يوم الثلاثاء الموافق لتاريخ 28/4/2020 حيث انفجرت سيارة فان مفخخة بجانب سيارة انتر تحمل براميل محروقات مما زاد من شدة وقوة الانفجار وآثاره التدميرية واتساع رقعة الاضرار الناجمة عنه، كانت متوقفة في شارع راجو وسط مدينة عفرين وامام مدخل السوق الشعبي تحديداً الذي يبعد مسافة اقل من (100) متر من مقر الاستخبارات التركية (سرايا عفرين القديمة) علماً بأن السوق في هذه الساعات من شهر رمضان يكون مكتظاً بالمدنيين الذين يقومون بشراء احتياجاتهم قبل موعد الإفطار كما ويعد شارع راجو الشارع الرئيسي في مدينة عفرين لوجود مئات المحلات التجارية على جانبيه وهو الشارع الذي يربط اغلب احياء المدينة ببعضها البعض.
ويأتي هذا التفجير بموازاة سلسلة الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها قوى الاحتلال التركي والفصائل السورية المسلحة التابعة لها وذلك منذ احتلالهم لمنطقة عفرين السورية في 18/3/2018 وحتى تاريخه، حيث تتواصل الانتهاكات والاشتباكات وعمليات القتل والخطف والعنف الجنسي والسرقة والاستيلاء على الممتلكات العامة والخاصة ونهب كافة أنواع المحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة وابتزاز المدنيين من أهالي عفرين والعمل على طردهم من منازلهم واراضيهم في ممارسات ممنهجة وواضحة لإحداث التغيير الديمغرافي من قبل المحتل التركي.
وتزامن هذا التفجير مع استمرار الجيش التركي المحتل والفصائل السورية المسلحة التابعة له في خرق الاتفاقيات المتعلقة بوقف إطلاق النار في شمال وشرق سوريا حيث سبق هذا التفجير قيام قوات الاحتلال التركية باستهداف مقر الاسايش في كوباني (قوى الامن الداخلي) إضافة الى القصف العشوائي المستمر على مناطق الشهباء التي يقطنها نازحي منطقة عفرين والمهجرين قسراً جراء العدوان التركي على منطقة عفرين السورية، مع تجاهل تام لكافة النداءات الدولية ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة من اجل وقف العمليات القتالية في كل انحاء العالم وخاصة سوريا من اجل الوقوف في وجه فيروس كورونا القاتل الذي يهدد البشرية بالأجمع.
ووفقاً لمصادر إعلامية ومحلية وفي حصيلة غير ثابتة فقد اسفر هذا العمل الإرهابي الجبان عن مقتل أكثر من (60) مواطناً بينهم (11) طفلاً وسبعة نساء وما يزيد عن خمسة اشخاص في عداد المفقودين حتى الآن واصابة اكثر من (70) مواطناً سورياً علماً بأنه تم دفن عشرون جثة متفحمة لم يتمكن احد من التعرف عليهم في مقبرة كرسانة في مدينة عفرين، بالإضافة الى احداث اضرار مادية كبيرة في ممتلكات المواطنين من محال تجارية وسيارات ومنازل المدنيين، كما وقام مسلحو ما يسمى بفصيل السلطان مراد والشرطة العسكرية بتفتيش جيوب الضحايا وسرقة محتوياتها وسرقة محال للصياغة والمحال التجارية المجاورة لموقع التفجير في ظل حالة الهلع والخوف التي حلت جراء المجزرة المروعة، كما وحدثت اشتباكات نتيجة خلافات بين عناصر الفصائل المسلحة والشرطة العسكرية على المسروقات.
اننا في المنظمات الحقوقية العاملة في شمال وشرق سوريا نعلن عن تضامننا الكامل مع ذوي الضحايا والمتضررين ونتوجه بأحر التعازي القلبية لجميع من قضوا في هذا التفجير الإرهابي مع تمنياتنا بالشفاء العاجل لجميع الجرحى، كما ونسجل ادانتنا واستنكارنا لجميع ممارسات العنف والقتل والخطف والاخفاء القسري أي كان مصدرها ومبرراتها، كما نناشد جميع الأطراف الدولية والإقليمية بتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية تجاه الشعب السوري ونطالبها بالعمل الجدي والسريع للتوصل لحل سياسي سلمي للازمة السورية وإيقاف نزيف الدم وإعادة المهجرين قسراً الى ديارهم وتطبيق قرارات ومبادئ ومقاصد الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني لذا فإننا ندعو للعمل على:
1- تحميل سلطات الاحتلال التركي كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية جراء التفجير الإرهابي الذي وقع في مدينة عفرين وغيرها من الانتهاكات والمجازر التي تم ارتكابها في عفرين منذ بداية احتلالها وحتى الان وفقاً لمعاهدة لاهاي لعام (1907) ولا سيما المادة /42/ منها والتي تنص على ان سلطة الاحتلال ملزمة بحفظ السلم والامن وتأمين سبل العيش اللائق لسكان المنطقة التي تحتلها من كافة النواحي كما وانها ملزمة باحترام وتطبيق القوانين المعمول بها في الإقليم المحتل وتؤكد ذلك المادة /64/ من اتفاقية جنيف الرابعة لعام (1949)
2- الوقف الفوري لجميع اعمال العنف والقتل ونزيف الدم في الشوارع السورية عموماً وفي المناطق الكردية خصوصاً أياً كانت مصادر هذا العنف وتشريعاته وأياً كانت اشكال دعمه ومبرراته.
3- من اجل الانسحاب الفوري وغير المشروط للقوات التركية المحتلة والمسلحين المتعاونين معهم من عفرين وريف الحسكة وريف الرقة وادلب وريفها وجميع الأراضي السورية التي قاموا باحتلالها وفضح مخاطر الاحتلال التركي وما نجم عن العمليات العسكرية التركية في الأراضي السورية من انتهاكات في حق المدنيين السوريين وتعريضهم لعمليات نزوح واسعة ومخاطر إنسانية جسيمة
4- تشكيل لجنة تحقيق قضائية مستقلة ومحايدة ونزيهة وشفافة بمشاركة ممثلين عن المنظمات الحقوقية المدافعة عن حقوق الانسان وحقوق المرأة في سوريا تقوم بالكشف عن جميع الانتهاكات التي تم ارتكابها في عفرين وعن مرتكبي التفجير الإرهابي وجريمة القتل الوحشية بحق المدنيين بالسوق الشعبي في عفرين وعن المسؤولين من قوى الاحتلال التركية والمسلحين السوريين التابعين لهم الذين تسببوا بوقوع ضحايا (قتلى وجرحى) من اجل فضحهم والعمل على احالتهم الى القضاء المحلي والإقليمي والدولي ومحاسبتهم.
5- العمل السريع من اجل الكشف عن مصير المخطوفين وإطلاق سراحهم جميعاً من النساء والأطفال والرجال لدى قوات الاحتلال التركية ولدى الفصائل السورية المسلحة التابعة للاحتلال التركي دون قيد او شرط وإلزام قوى الاحتلال بتوفير تعويض مناسب وسريع جبراً للضرر اللاحق بضحايا الاختطاف والاخفاء القسري.
6- العمل الشعبي والحقوقي من كافة مكونات المجتمع السوري وخصوصاً في المناطق ذات الأغلبية الكردية من اجل مواجهة وإيقاف المخاطر المتزايدة جراء الممارسات العنصرية التي تعتمد التهجير القسري والعنيف من اجل افراغ المناطق الكردية من سكانها الأصليين والوقوف بشكل حازم في وجه جميع الممارسات التي تعتمد على تغيير البنى الديمغرافية تحقيقاً لأهداف ومصالح عرقية وعنصرية تضرب كل أسس السلم الأهلي والتعايش المشترك
المنظمات الحقوقية العاملة في شمال وشرق سوريا
1- منظمة حقوق الانسان عفرين-سوريا
2- منظمة حقوق الانسان في الجزيرة
3- منظمة حقوق الانسان في الفرات
1/5/2020