- إذ يحتفل العالم في هذا اليوم 10/12/2023م كيوم عالمي لحقوق الإنسان ، وكذكرى سنوية لاعتماد
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، بعد /75/ عاماً ، نؤكد على هذا الإنجاز العالمي البارز وعلى إحياء روح الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وحيويته واندفاعه وتجدد الإجماع العالمي حوله ، سيما وأن موضوع احتفالية هذا العام 2023م هو الكرامة والحرية و العدالة للجميع كجزء لا يتجزأ من مجموعة واسعة من حقوق الإنسان و الحريات الأساسية التي يحق لنا جميعاً بأن نتمتع بها أينما وجدنا في العالم ، بدون أي تمييز على أساس الجنسية أو الجنس أو الأصل القومي أو العراقي أو الدين أو اللغة أو أي وضع آخر لكن النزاع المسلح المنتشر في جميع أنحاء العالم هو السبب الرئيسي لوقوع الانتهاكات الجسيمة في مجال حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني إذ يتسبب الصراع بانتهاك حقوق المدنيين وتدمير سبل عيشهم ورغم الجهود المبذولة لإنهاء الصراعات وتخفيف وقف شامل لإطلاق النار في العالم , ماتزال الحرب تغزو العالم وتهدد الأمن والسلم الدوليين . وهنا في سوريا ما يزال خطر تصعيد الصراع السوري على خطوط كافة الجبهات مستمراً منذ عدة سنوات الأمر الذي يؤدي إلى استمرار خطر التصعيد العسكري في كافة أنحاء البلاد التي تعاني من وضع هش من الناحية الأمنية والاقتصادية والإنسانية ومن بنى مدمرة ومتهالكة بشكل كبير في كافة أنحاء البلاد ومن موجات نزوح وعنف متكررة خلال سنوات . وهنا وفي ظل ما نراه في شمال وشرق سوريا ، بحكم معايشة ومواكبة الواقع بشكل يومي لابد من الكشف عن حقيقة انتهاكات الدولة التركية للقانون الدولي بشكل عام ولروح الإعلان العالمي بشكل خاص ، فالدولة التركية ومنذ احتلالها المباشر لجرابلس واعزاز والباب ومارع عام 2016م ثم عدوانها على عفرين في 20/1/2018م واحتلالها لها في 18/3/2018م واحتلال كل من كرسبي / تل أبيض ، وسري كانيه / رأس العين في 9/10/2019م ، لم تنكفئ عن ارتكاب كافة الجرائم الدولية المعاقب عليها في القانون الدولي ، وخاصة تلك التي اعتمدها نظام روما الأساسي لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي لعام 1998م وخاصة من جهة ارتكابها لجملة من الجرائم المصنفة بالمادة /7/ كجرائم ضد الإنسانية ، تبدأ بالقتل العمد بالطائرات المسيرة وتدمير مصادر الحياة والتهديد بعدم الإبقاء على أي أحد و الخطف و الاغتصاب والحصار بهدف الإبادة و التعذيب و الفصل العنصري والاختفاء القسري .
كذلك ما تقدم عليه الدولة التركية والذي يأتي في سياق الدعم المباشر و غير المباشر لقوى الإرهاب في المنطقة ، وخاصة المتمثلة بداعش والتي سرعان ما تعكس نتائج هذا الدعم ، بيقظة خلاياها النائمة والعودة مجدداً إلى ارتكاب جرائمها الإرهابية والحيلولة دون الجهود الدولية و الواردة في سياق تطبيق أهداف و مبادئ الأمم المتحدة في السلم والأمن الدوليين والتي نصت عليها المادتان /1/و /2/ من ميثاق الأمم المتحدة لعام 1945م لذلك ولأن العالم مشغول في هذا اليوم بموضوع الكرامة و الحرية و العدالة ، الذي تم اعتماده في الذكرى السنوية ال /75/ للإعلان العالمي لحقوق الإنسان نناشد العالم الرسمي وفي المقدمة الجمعية العامة للأمم المتحدة للنهوض بمسؤولياتها ودعوة جميع الأطراف للسعي إلى تحقيق وقف دائم لإطلاق النار ،و تقرير الحظر على الطيران التركي في أجواء سوريا كمقدمة لإزالة الاحتلال ومقاضاة الدولة التركية على جرائمها الدولية المتمثلة بالعدوان والإبادة والاحتلال والجرائم ضد الانسانية، وتهيئة الظروف لإجراء محادثات جدية لحل الأزمة السورية عبر الحوار بعيداً عن العنف والعسكرة وضمان محاكمة عادلة لإنصاف جميع ضحايا الصراع ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب الذين أهدروا الدم السوري دون حساب.
9/12/2023 منظمة حقوق الإنسان في الجزيرة